س – ماهي الحجامة ؟
ج – هي عملــية إحـداث إحـتـقان لـلأخـلاط تحـت سـطح الجلـد في مـواضـع معينة على الجسم ثم تشريط هذه المواضع ( و ليس تقطيـع ) للسماح لهذه الأخـلاط بالخـروج خـارج الجسم . بـهـذه الطريقة نحقق تنبيه المخ لهذا المكان و بالتالي تنشيط الدورة الدموية و تـنـظيـف مساراتها و مسارات الدورة اللمفاوية و تحريك الطاقـة الراكـدة و السماح بتـدفق الحيـاة لهـذه المنطقـة المصـابـة بطـريقة طبيـعيـة و بـدون إعاقة فيحدث بإذن الله الشفاء الذي ذكره رسولنا صلى الله عليه وسلم .
س2 – هل الحجامة مؤلمة ؟
ج – إذا عملت الحجامة بطريقة مخالفة لما علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم فسوف تكون مؤلمة و مؤذية وربما تؤدي لضرر المحتجم و أقل الأضرار هو ترك أثر دائم في مكان الحجامة لا يزول وذلك عندما يتم الضغط على الموس فيفتح بذلك الأوردة و الشرايين فتكون تقطيعاً مؤلماً و ليس تشريطاً , أما إذا أجرى الحجامة شخص متخصص و ذو خبرة و طبقها كما علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم ( تشريط ) في أحاديثه فإنشاء الله فيها الشفاء , و تلتئم الخدوش خلال أربع و عشرين ساعة أما أثرها يختفي تلقائياً خلال شهر إن شاء الله .
س3- هل لا بد أن أكون مريضاً لكي أحتجم ؟
ج – لا يلزم أن تكون مريضاً لكي تحتجم , فالحجامة في هذه الحالة تعتبر حجامة وقاية , لتنشيط الدورة الدموية و إعادة التوازن لمكوناتها و تقوية و تنشيط أداء أجهزة الجسم .
س 4 – إذا احتجم شخص … فهل يضطر للحجامة مرة أخرى مستقبلاً ؟
ج – هذا المفهوم منتشر بين الناس , و هو غير صحيح . بدليل أن اناساً كثيرون عندما أسألهم إذا كانوا قد احتجموا قبل هذه المرة , يجيبون بنعم و لكن قبل خمس سنوات والبعض أقل و البعض الآخر أكثر , و السؤال لماذا لم يضطروا لعملها بعد سنة من حجامتهم لأول مرة ؟ و السؤال أيضاً مالذي جعلهم يحتجمون أول مرة ؟ و الجواب أن كثيراً من الناس يشعرون بالحيوية و يتذوقون طعم الصحة بعدها , لذلك عندما يفتقدون هذا الشعور يحتجمون مرة أخرى , و ما البأس في هذا ؟ أليست الصحة هدفاً للجميع ؟
س5 – هل الحجامة تعالج جميع الأمراض ؟
ج – يقول صلى الله عليه وسلم : ( أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس ) البخاري , ينبغي أن نسأل … لماذا أكثر أحاديث الرسول صلى الله وسلم في الحجامة على هذا المنوال ؟ أقصد بدون تحديد مرض بعينه تعالجه الحجامة , ( أنفع ما تداوى به الناس ) ( خير ما تداوى به الناس ) ( إن كان في شئ مما تداوون به خير ) و غيرها , إنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى , فكل كلمة لها دلالات و معاني , و معنى كلامه صلى الله عليه و سلم هو أن الحجامة نافعة لعلاج أمراضنا , إن من يقول أن الحجامة نافعة لأمراض دون اخرى عليه أن يأتي بدليل من قوله صلى الله عليه وسلم .
و المشاهد و الملموس يومياً أن الحجامة تلبي حاجات الناس في العلاج بجدارة , فكثير يأتون للحجامة بعد تجارب مع الطب التجريبي الحديث , و كثير منهم يجد راحته الصحية المنشودة بعد أن يحتجم . و لا يُفهم من كلامي أن الطب الحديث لم يقدم شئ , بل العكس هو الصحيح , و لكن الهدف هو علاج مريض , فلن تلغي الحجامة الطب و لن يلغي الطب الحجامة أبداً , فلقد كان على عهده صلى الله عليه وسلم أطباء و حجامون , و تعامل عليه الصلاة و السلام معهم جميعاً حسب كل حالة .
س6 – هل كانت الحجامة موجودة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج – نعم كانت موجودة قبل عهد رسولنا صلى الله عليه وسلم و يعرفها الصينيون و الآشوريون و الفراعنة و البابليون و قد وُجِدَ ما يدل على ذلك ضمن آثارهم .
س 7 – كيف أعرف أني بحاجة للحجامة ؟
ج – هناك أعراض إذا شعر بها أحدنا فهو يحتاجها , مثل الخمول و الكسل و ثقل النوم و الرغبة في تدليك الظهر بالذات و الكتفين و ربما يصاحب ذلك سوء في الحفظ و تقل في الرأس أو صداع , و هذه كلها تسمى أعراض ( تَبيّغْ الدم ) أي زيادة السموم . و هذا أصبح مشاهد بكثرة وذلك لتلوث الغذاء و الهواء و الماء بالسموم المختلفة و الذي يؤدي في أقل الأحوال لذلك الوضع الذي إن اهمل ربما أدى لخلل في عمليات الجسم و بالتالي لمشاكل صحية .
س 8 – ماذا يجب عليَّ قبل الحجامة وبعدها ؟
ج – يحبذ للحصول على أفضل نتائج من الحجامة أن نلتزم قبلها :
1 – عدم الرياضة أو الجماع في نفس اليوم . 2 – الصيام ثلاث إلى أربع ساعات قبلها و ليس أكثر لأن كثير من الناس يضعف أثناء الحجامة لذلك قال أنس رضي الله عنه : كنا نحتجم في الليل خشية الضعف , أو يشرب عصير قبلها بنصف ساعة . 3 – يغتسل قبلها بساعة . 4 – يحلق رأسه أن كانت حجامته تشمل الرأس . 5 – يخبر أخصائي الحجامة بما لديه من أمراض .
أما بعدها : 1 – يفضل عدم الرياضة أو الجماع لمدة يومين . 2 – شرب عصير بعدها و يأكل بعده بساعة ما يريد بشرط الإعتدال
س 9 – هل تنفع الحجامة بعد الأكل مباشرة ؟
ج – عندما يأكل الأنسان فإن دورته الدموية تركز على هضم الطعام , فإذا أجرى الحجامة ( تعتبر الحجامة هجوم على الجسم ) فإن المخ يوقف عملية الهضم بالتخلص من الطعام عن طريق الإستفراغ حتى يجند الدورة الدموية لمهمة الدفاع عن الجسم عبر عمليات كثيرة ومعقدة , و عملية الإستفراغ القسرية ربما تورث أضرار بالمحتجم هو في غناً عنها .
س10 – هل يوجد حجامة بدون دم؟
ج – نعم و تسمى حجامة جافة , و هي مفيدة أيضاً إلى حدٍ ما , وتستخدم للنقاط الباردة , و هي حل مؤقت لإزالة الألم .
س 11 – هل تحتجم المرأة ؟
ج – نعم تحتجم المرأة , و قد استأذنت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن تحتجم وأذن لها و كانت حينئذٍ لم تتخطى الأربعين من العمر , و هذا فيه رد على من يدعي أن المرأة لا تحتجم إلا بعد سن اليأس ( بعد الخمسين ) و لو احتجمت رضي الله عنها لمرض لكان ذُكر ذلك و لكنها على ما يبدو احتجمت إقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم , كما ورد في مستدرك الحاكم أن عائشة رضي الله عنها احتجمت أيضاً . و هذا فيه حكمة أن تحتجم إحدى زوجاته عليه الصلاة والسلام حتى يقتدى بها , و هذا ما حدث . و على من أنكر حجامة المرأة قبل سن اليأس ملبساً على الناس بأن الحيض يكفيها أن يرجع إلى هذه الأحاديث فهي أحاديث صحيحة , و لو أن الحجامة تضر بالمرأة قبل سن اليأس , أو أن الحيض يكفيها لكان معلم البشرية صلى الله عليه وسلم والوحي يتنزل أخبر بذلك بطريقة أو بأخرى , بل أنه عندما استأذنته صلى الله عليه وسلم أذن لها رضي الله عنها و احتجمت و من باب أولى إذا احتاجت المرأةُ للعلاج بالحجامة تحتجم مباشرة و في ذلك فائدة عظيمة مشاهدة و ملموسة . و الله من وراء القصد .
س 12 – هل للحجامة أيام معينة ؟ وهل الحجامة في غيرها ليست نافعة ؟
ج – نعم وردت أحاديث صحيحة تذكر أيام 17 , 19 , 21 كأيام تفضل فيها الحجامة . ولكن هناك تفصيل في هذا , فمن أراد الحجامة للعلاج احتجم مباشرة و من أرادها للوقاية فله أن يحتجم متى أراد , و إن أحتجم في هذه الأيام و هذا أولى وإلا احتجم في غيرها و هي نافعة , فقد كان الإمام احمد بن حنبل يحتجم إذا ( تبيغ به الدم ) أي عندما يحتاجها , و من أراد الأستفادة من الزيادة في هذه المسألة فله أن يرجع لفتح الباري شرح صحيح البخاري ( باب أية ساعة يحتجم ) يجد التفصيل لهذه المسألة .
س 13- ما الفرق بين الحجامة النبوية و الحجامة الحديثة ؟
ج – ( الحجامة النبوية ) يقصد بها المواضع التي احتجم عليها الرسول صلى الله عليه و سلم حسب ما كان يعتريه صلى الله عليه وسلم من عارض صحي رأى صلى الله عليه وسلم أن الحجامة تنفع له , و قد احتجم عليه الصلاة والسلام من الصداع , والتواء قدمه الشريفة , و رَضة وركه الشريف , واحتجم كوقاية , و ذلك تشريطاَ و ليس تقطيعاً لإخراج الدم الراكد ( الأخلاط ) فقط . أما الحجامة الحديثة فهي استخدام خريطة مسارات الطاقة الكهروماغناطيسية في تحديد مواضع الحجامة حسب كل مرض مع الأخذ في الإعتبار أماكن الألم .
س 14 – هل للحجامة فصل معين ؟
ج – لا ليس للحجامة فصل مخصص , و الدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير يوم تحتجمون فيه , سبع عشر , و تسع عشرة , و إحدى وعشرين . و ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد ) صحيح الجامع
فهذه الأيام في كل شهر طوال شهور السنة , لكن يفضل أن يكون الطقس مائلاً للحرارة و ليس بارداً لأن المحتجم يضطر لتعرية أماكن من جسده , ويفضل أن إذا كان المكان مكشوفاً عدم وجود رياح وغبار أو مطر بطبيعة الحال .
س 15_ هل يكرر التشريط في جلسة الحجامة الواحدة أكثر من مره ؟
ج _ يقول سمرة بن جندب رضي الله عنه في حديث وارد في مستدرك الحاكم : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فنادى حجاماً فأمره أن يحجمة , فأخرج محاجم من قرون فألزمها إياه , و شرطه بطرف شفرة , فصب الدم و أنا عنده , فدخل رجل من فزارة فقال : ماهذا يارسول الله ؟ لم تمكن هذا من جلدك يقطعه ؟ فيقول سمرة فسمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : إنه الحُجم , فقال الرجل : و مالحُجم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير ما تداوى به الناس .
هذا الحديث عندما نفهمه جيداً و نتشربه نجده حوى أغلب قواعد الحجامة التي تنسف كثيراً مما يُتداول بين الناس من مفاهيم حولها , و الشاهد هنا كجواب على السؤال أن سمرة رضي الله عنه و صف لنا ما فعله الحجام بموافقة طبيب البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام و رِضاه , فقال سمرة رضي الله عنه : ( و شرطه بطرف شفرة , فصب الدم ) و لم يقل وَ شَرطَهُ مرة ثانية وَ شَرطَهُ مرة ثالثه بعد أن صب الدم . من هذا نفهم أن من يشرط بعد خروج الدم قد خالف حجامة المصطفى عليه الصلاة و السلام و على قدر المخالفة يحصل الضرر أو عدم الإستفادة , فما بالكم بمن يُقَطِِع و لا يٍُشَرِِّط و بعد كل مرة يخرج فيها الدم غير عابئ بما يعانيه المحتجم أمامه من آلام وشد في أعصابه و ما سوف يتركه ذلك التقطيع من آثار على جسده , فالحجامة تكون بالتشريط و مرة واحده فقط , حتى لو كان الدم قليلاً , فأجسام الناس لا تتشابه و مشاكلهم الصحية و درجتها كذلك .
س 16_ هل لا بد أن يكون الدم كثيراً حتى يستفيد المحتجم ؟
ج _ لا ليس شرطاً , هناك من تخرج منه نقط من الدم ويشعر بعدها براحة كبيرة . فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي كبشة : ( من إهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشئ لشئ ) و من هنا للنوعية و التبعيض و الله تعالى أعلم .
أحدث التعليقات